السياحة الدينية في الاردن

تنشط هيئة السياحة الأردنية في الأشهر الأخيرة على تنشيط السياحة الدينية في مواقع أثرية مهمة في الأردن، والتي اصبحت قبلة السياح من بلدان اوروبية وعربية على حد سواء.

- المغطس
وفق الأحصائيات الرسمية الأردنية الأخيرة، فإن 108 آلاف زائر من جنسيات عربية واجنبية ومحلية قاموا بزيارة موقع" المغطس"، وهو احد المواقع الدينية، ويقع في لواء الشونة الجنوبية، خلال الأشهر السبعة الماضية.

وتدعي الأردن ان المغطس يقع في بلادها، حيث تعمد المسيح بن مريم، وليس في اسرائيل! بينما تدعي اسرائيل ان المغطس يقع في اراضيها وبدأت تجري حفريات ليكون المكان موقعاً سياحياً، كما هو الحال في الجانب الأردني!

واهتمت السلطات الأردنية بتنظيم الطريق المؤدي الى المغطس مع مرشد مؤهل، مما يحفز السائحين للوصول بالعشرات وبالمئات احياناً، بشكل افواج سياحية، على مدار اليوم.

وكان البابا يوحنا بولس الثاني قد قام بزيارة الى المكان في آذار 2000.

ويحج الى منطقة المغطس الآلاف من السياح من لبنان وايطاليا وهولندا وفرنسا ودول الولايات المتحدة الأمريكية.

واقيمت كنائس نهر الأردن على الجانب الشرقي من النهر خلال العصر البيزنطي( القرن الخامس والسادس ميلادية) وتتكون من ثلاث كنائس اقيمت فوق بعضها البعض ذات ارضيات فسيفسائية ملونة ورخامية ويصلها درج من الرخام.

ووجدت في المكان قاعدة حجرية ذكرها الرحالة والمؤرخون وضع عليها عامود رخام مثبت عليه صليب معدني كدلالة على مكان تعميد السيد المسيح. كما يوجد بقايا قوس حجري وكنيسة صغيرة ذكر انها المكان الذي خلع فيه السيد المسيح رداءه قبل النزول الى المياه ليتم تعميده على يد يوحنا المعمدان.

- اما المقام الثاني الديني الذي يرتاده السياح الذين يصلون الأردن للتمتع بالمواقع الدينية فهو مقام النبي موسى
جبل نيبو حيث كان جبل نيبو مأهولاً منذ القدم، غير انه نال شهرة بفضل حدث الكتاب المقدس الذي وقع فيه: كما يصفه كتاب تثنية الإشتراع( الفصل 34): وفاة النبي موسى الذي صعد هذا الجبل المقدس في نهاية حياته، ليرى الارض الموعودة كلها... فمات هناك موسى، عبد الرب، في ارض مؤاب، بأمر الرب. ودفنه في الوادي في ارض مؤاب، تجاه بيت فغور، ولم يعرف احد قبره الى يومنا هذا"(تث 34: 1-6).

فشهرته الحقيقية تعود الى الحدث المروي، الا وهو وفاة النبي موسى الذي صعد على هذا الجبل المقدس في نهاية حياته وتوفي فوقه.

تم التعرف على المزار المسيحي الذي بني اكراما للنبي موسى على جبل نيبو بفضل مادونة اثنين من الحجاج البيزنطيين اثناء زيارتهما الى هذا المكان المقدس، وهما" ايجيريا"، التي سافرت من اوروبا في نهاية القرن الرابع الميلادي والاسقف" بطرس الاسباني"، الذي وصل الى جبل نيبو قادماً من منطقة غزة في فلسطين في القرن الخامس.

وبدأت الحفريات واعمال الترميم منذ تموز 1933 على يد المعهد الفرنسيسكاني للكتاب المقدس.

يرتفع جبل نيبو بعيدا عن الهضاب الاردنية 7 كلم غرب مدينة مأدبا. في عام 1963 قامت حراسة الأراضي المقدسة ( الآباء الفرنسيسكان) بتنفيذ سقف مؤقت في بازيليكا النبي موسى، ولكن نتيجة للعوامل الجيولوجية ومع مرور الزمن ونتيجة لعدم استقرار الارضية المحيطة بالكنيسة وحركة التربة، فقد تقرر استبدال السقف القديم بنموذج اكثر فاعلية واستدامة يتناسب وقدسية المكان.

ممرات محددة وصولا الى نقطة المطل الغربي للبازيليكا البيزنطية للإستمتاع بمنظر وادي الاردن والمواقع الدينية والبحر الميت واريحا والقدس.

وعثر في جبل نيبو على ارضيات فسيفسائية تعود للقرن السادي ميلادية.

- مادباولمادبا
وهو موقع اثري ديني قصة مثيرة، وكلمة مأدبة لفظة ارامية ( سريانية) مركبة من كلمتين هما ميا د ايبا، فالأولى" ميا"، تعني المياه. والثانية" ايبا"، وتعني الفاكهة وحرف الدال هو اداة الإضافة، فيكون معناها: مياه الفاكهة.

كانت مأدبة ولا تزال مركز الزوار حيث تجمع بين طياتها الماضي والحاضر في نسيج مأدبة...

وتعتبر خريطة مأدبا اقدم خريطة مصورة عن الأردن وفلسطين ومصر. وتقدم لنا اسماء المدن الهامة والأماكن التلايخية فيها، واسماء الأنهر.

وتعتبر هذه الخريطة من اهم ما تبقى من العصر البيزنطي، وكانت قد ظهرت الفسيفساء التي تشكل الخريطة عام 1884 عندما وضعت البطريركية الأرثوذكسية اسس كنيسة مادبا، وكان قد لحق الدمار بجزء منها. ولم يعرها احد انتباهاً واهتماماً، الا عندما وصل الى مادبا، المسؤول عن مكتبة البطريركية الأرثوذكسية وهو" كليبو كويكيلوديس" الذي لفت انتباه العلماء في العالم. وللحال توجه الى مادبا، العالمان فنسان ولاغران، وبقيا اربعة ايام يدرسان الخريطة، ثم كتبا المقالات الكثيرة عن اهميتها. واهتم بها علماء آخرون، مثل بلمر وغوتا اللذان رسماها بالألوان.

من الجدير بالذكر ان العلماء يرجحون ان تعود هذه الخريطة الى النصف الثاني من القرن السادس الى سنة 565 ميلادية، لما تحويه من تشابه بين فنها وفن كنيسة الرسل، لتي زينها سلمانيوس بالفسيفساء، وفرغ من عمله فيها سنة 578 ميلادية.

وتشمل الخريطة الأماكن الواقعة بين بيليوس( جبيل) ودمشق شمالاً، الى ثيبة في مصر جنوباً. ومن البحر الأبيض المتوسط غرباً، الى عمان والبتراء شرقاً. واما مدينة القدس فهي مركز الخريطة.

ما بقي من حضارة مادبا هو القليل من الكثير. وهذا القليل الذي تحدى حينا شراسة الإنسان وحيناً آخر اللامبالاة، يقدم لنا اهمية الحضارة الخالدة التي وصلت الينا من آثار مادبا الفنية، كما ابقى لنا اول واقدم وثيقة علمية عن جغرافية البلاد في تلك الأزمنة الغابرة.

- مقام اهل الكهف
يقع الكهف في منطقة" ابو علندا"، ،وتدعى هذه البلدة بالرقيم وتبعد عن عمان سبعة كيلومترات الى الجنوب الشرقي منها وتتبع لأمانة عمان الكبرى.

ويعتقد الأردنيون ان الله سبحانه وتعالى ذكر كهفاً واحداً ولم يذكر كهوفاً متعددة وحدد مكان هذا الكهف في بلدة الرقيم في منطقة ابو علندا.

ويضع الأردنيون خمسة ادلة تدل على ان الكهف في هذه المنطقة وليست في منطقة اخرى بحسب اقوال كثير من العلماء، منها ان اسم الرقيم غير موجود في أي مكان على وجه البسيطة سوى في هذه المنطقة، وكلمة الرقيم ذكرت في القرآن الكريم:" ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا"( سورة الكهف آية رقم 9).

سورة الكهف آية رقم 22:" سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراء ظهرا ولا تستفت فيهم منهم احداً.

كذلك يعتقد الأردنيون ان المستشرق الفرنسي كلير مونت غانوا زار المكان عام 1868 ميلادية ووفد جمعية التنقيب الفلسطينية عام 1880 ميلادية، وان ابا الأعلى المودودي زار المكان عام 1960 ميلادية واكد انه هو الكهف المذكور في القرآن على جبل انجلوس وهو ما كان يعرف ايام اليونان، أي جبل الملائكة.
السياحة الدينية في الاردن 58142008134332