| سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني | |
|
+3طيف الروح صوفيا حدوتة مصرية 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الجمعة نوفمبر 21, 2008 7:58 pm | |
| سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني
كيف تكون الرؤية
الناس في هذا الأمر طرفان ووسط:
الطرف الأول: طرف متشدد متعصب لا يرى أهمية الرؤية والنظر إلى المخطوبة، بل ويمنع رؤية الخاطب للمخطوبة إلا بعد الزفاف.
وإليكم هذه القصة العجيبة:
تزوج رجل بامرأة لم يرها، وبعد انتهاء حفلة الزواج ودخل عليها الغرفة ونظر إليها، ثَمَّ أصابَته غمة وكرب وذهول فخرج وأغلق الباب ... ثم طلقها ورجعت إلى بيت أهلها.
الطرف الثاني: متساهل ويترك الحبل على الغارب للخاطبين، فيراها الخاطب ويجلس معها بلا ضابط ويخرج معها دون مراعاة لحدود الله.
فكثير من المسلمين في مسألة النظر إلى المخطوبة بين طرفي نقيض، فبعضهم متشددون متعصبون عطلوا هذه السنة المجمع عليها، فيمنع الخاطبَ من رؤية المخطوبة وهذا مخالف للشرع.
وبعضهم يَرخون للخاطبين العنان ويدعوهما يخلوان ويتنزهان في الأماكن البعيدة الخالية وهذا حرام لا يجوز.
أما الوسط: فهو هدي الإسلام، وهدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وإذا سأل أخي وأختي الكريمة عن هدي رسولنا في موضوع رؤية الخاطب للمخطوبة؛ فإننا نجيب على هذا السؤال فيما يلي وهو لب موضوعنا في المقال.
التوافق النفسي بين الخطيبين
إن التوافق هو أساس في استمرار الحياة الزوجية وسبب في نجاح الزواج ودوام الألفة وتعتبر الرؤية هي المفتاح الأول لذلك التوافق، ولها الدور السحري الفعال في القناعة، ونحن مطالبون بالأخذ بالأسباب. والرؤية الشرعية للخاطب تساعد على نجاح الزواج وفيها أخذ بأسباب النجاح.
إنما شُرعت هذه الرؤية وهذا النظر ليجد كل من الرجل والمرأة ما في الآخر من ميزات وعيوب، وما يستطيع أن يتقبله كل منهما فِيمن سيكون شريكَه في الحياة حتى لا ينهدم البناء بعد الزواج، وتتشقق العلاقات وتتصدع الحياة الزوجية ويكون الانفصال بسلبياته النفسية والإجتماعية من نصيب الطرفين.
وحتى يحصل تمام التوافق النفسي والملائمة بين الرجل والمرأة بحيث يرضى كل منهما بالآخر ويتقبله شريكا له، أباحت الشريعة الإسلامية لكل منهما أن ينظر إلى الآخر قبل العقد، مع أن الأصل في نظر الرجل للمرأة الأجنبية محرم ولكن حتى يتحقق القصد من استمرار الحياة الزوجية واستقارارها خرج الحكم عن ذلك الأصل؛ لأن النظر للمخطوبة قبل الزواج أَدْعى لدوام المحبة والألفة.
ويجوز تكرار النظر إذا دعت الحاجة إلى ذلك حتى يتأكد كل منهما من موافقته ومن ارتياحه النفسي من ارتباطه بالشريك الآخر.
النظر إلى المخطوبة
ومما يرطب الحياة الزوجية ويجعلها محفوفة بالسعادة، محوطةً بالهناء، أن ينظر الرجل إلى المرأة قبل الخطبة، ليعرف جمالها الذي يدعوه إلى الإقدام على الاقتران بها، أو قبحها الذي يصرفه عنها إلى غيرها. واقتناع كلا الطرفين لا يتأتى إلا بعد رؤية كليهما للآخر والتعرف عليه.
والحازم لا يدخل مدخلا حتى يعرف خيرَه من شرِّه قبل الدخول فيه، قال الأعمش: كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم.
وإليك أخي القارئ وأختي القارئة هَديَ الإسلام وهَديَ رسولنا صلى الله عليه وسلم، قال: (( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل )) أخرجه أبو داود، قال جابر: ( فخطبت امرأة من بني سلمة، فكنت أختبئ لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إليها) رواه أبو داود.
2 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا خطب امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنظرت إليها؟ ))، قال: لا، قال: (( فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا )) رواه مسلم باب ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها رقم 1424.
3 ـ وعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنظرت إليها؟ ))، قال: لا، قال: (( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ))، رواه النسائي وابن ماجة والترمذي.
ولنا مع الحديث السابق وقفة:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )) إشارة إلى التوافق النفسي بين الطرفين، معنى يُؤدم بينكما: أن يتفقا وأن تتآلف قلوبهما، أي: أجد أن يدوم الوفاق بينكما.
وهذه الأحاديث تدل على استحباب النظر إلى المخطوبة، فالرسول أمر بالنظر إلى من يريد الرجلُ خطبتَها وعَلَّل ذلك بقوله: (( فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )).
والمراد أن الرجل الذي يقدم على الزواج وقد رأى المخطوبة واستراحت نفسه إلى الإقدام على الزواج منها، حري بأن تدوم العشرة بينه وبينها.
وهذا أولى من أن يراها بعد أن يعقد عقده عليها فيُفاجأ بأنها غير مناسبة له فتجفوها نفسُه، أي لا يحدث بينهما توافق نفسي، فترك الخطبة ـ والحالة هذه ـ أهون عليه وعليها وعلى أهلهما من تطليقهما بعد زواجه منها.
وهنا نذكر أقوال العلماء التي تؤكد أهمية الرؤية والنظر للمخطوبة:
1 ـ قال ولي الله الدهلوي ـ رحمه الله ـ: ( والسبب في استحباب النظر إلى المخطوبة أن يكون الزوج على روية، وأن يكون أبعد من الندم الذي يلزمه إن اقتحم في النكاح ولم يوافقه فلم يُرِْده، وأسهل للتلاقي إن رد، وأن يكون تزوجُهما على شوق ونشاط إن وافقه، والرجل الحكيم لا يلج مولجا حتى يتبين خيرَه وشرَّه قبل ولوجه).
عدل سابقا من قبل تلالالالا في الجمعة نوفمبر 21, 2008 8:02 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الجمعة نوفمبر 21, 2008 7:59 pm | |
| وعبارات أهل العلم الذين بينوا حكم الرؤية دائرة بين الإباحة والاستحباب:
2 ـ يقول النووي ـ رحمه الله ـ: ( وإذا رغب في نكاحها استُحب له أن ينظر إليها، لئلا يندم، وفي وجه لا يستحب هذا النظر بل هو مباح، والصحيح الأول للأحاديث) روضة الطالبين.
3 ـ قال المرداوي الحنبلي ـ رحمه الله ـ: (يجوز النظر إلى المخطوبة وهذا هو المذهب وقيل يستحب، وهذا هو الصواب) الإنصاف للمرداوي.
وإذا لم ينظر إليها فلا خلاف بين العلماء في صحة الزواج، فإن النظر مباح أو مسنون، ولم يقل أحد بوجوبه.
4 ـ قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: (لا شك أن عدم رؤية المرأة قبل النكاح قد يكون من أسباب الطلاق إذا وجدها خلاف ما وُصِفت له) فتاوى المرأة المسلمة.
أهمية الرؤية الشرعية
1 ـ أباح الإسلام للرجل أن ينظر إلى من يريد الزواجَ منها ليعرف ناحية الشكل والجمال فيها وهو مرغوب بالطبع لتتحقق العفة والتحصن والإعفاف.
2 ـ ليحدث التوافق النفسي والإنسجام بين الطرفين وتتآلف القلوب والوفاق.
3 ـ لو لم يكن له فائدة، لَمَا أجازه الإسلام ولما أَمر به الرسول، فهذه الرؤية عَلّق عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ديمومة الحياة الهنية للزوجين.
4 ـ ليرى الرجل من المرأة ما يدعوه إلى نكاحها سواء علمت بذلك أو لم تعلم كما جاء في حديث جابر بن عبد الله، ولكن الأولى التنسيق مع وليها لعدم حدوث ما لا يحمد عقباه.
الرؤية الشرعية
الرؤية المشروعة هي المُقيدة بالضوابط الشرعية، وقد اشترط أهل العلم في ذلك أن يكون الرجل مسلما راغبا في النكاح فعلا، موثوقا به، ثقةً أمينا صالحا جادا صادقَا عازما على الزواج، وموثوقا به حتى لا يُفشي سرا أو يَعيبها عند عدم رغبته فيها، وأن لا يكون فيه ما يمنع من الموافقة عليه.
متى ينظر إليها؟
يرى الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ أن تكون رؤية المخطوبة قبل خطبتها، فإن رأى فيهما ما يدعوه إلى نكاحها خطبها، وإلا أعرض عنها من غير إيذاءها وهذا عين الصواب وهو الأقرب إلى الخُلق الكريم.
المواضع التي ينظر إليها
ذهب الجمهور من العلماء إلى أن الرجل ينظر إلى الوجه والكفين لا غير، لأنه يستدل بالنظر إلى الوجه على الجمال أو الدمامة، وإلى الكفين على خصوبة البدن أو عدمها، وقال دواد: (ينظر إلى جميع البدن)، وقال الأوزاعي: (ينظر إلى مواضع اللحم)، والأحاديث لم تعين مواضع النظر بل أطلقت لينظر إلى ما يحصل له المقصود بالنظر إليه.
وإذا نظر إليها ولم تعجبه، فليسكت ولا يقل شيئا، حتى لا تتأذى بما يذكر عنها ولعل الذي لا يعجبه منها قد يعجب غيره.
نظر المرأة إلى الرجل
وليس هذا الحكم مقصورا على الرجل، بل هو ثابت للمرأة أيضا، فلها أن تنظر إلى خاطبها، فتنظرَ إلى وجهه وهيئته، فإنه يعجبها منه مثل ما يعجبه منها، قال عمر: (لا تزوجوا بناتكم من الرجل الدميم، فإنه يعجبهن منهم ما يعجبهم منهن)، ويقول تعالى: (( ولهن مثل الذي عليهن )).
والمصلحة المرادة من النظر وهي دوام الألفة تتحقق بنظر المرأة كما تتحقق بنظر الرجل
ماذا بعد الخطبة ؟
وسط بين طرفي نقيض:
الطرف الأول: من المسلمين من يتشدد في مسألة الخطبة يعطلون سنةً مجمعٌ عليها فيمنعون الخاطب من رؤية المخطوبة إلا عند الزفاف، وهذا فيه مخالفة للشرع.
الطرف الثاني: من المسلمين من يتركون الحبل على الغارب، ويتركون الخاطب يجلس مع مخطوبته ويخلو بها، ويخرج بها في الأماكن العامة والمتنزهات حتى يتعرف كل طرف على الآخر ويتم التفاهم بينهما قبل الزواج، وهذا فيه مخالفة للشرع.
أما الوسط: فهو الشرع؛ وتتجلى فيه عظمة الإسلام حيث اتخذ موقفًا حكيمًا وسطًا يحقق الخير للطرفين دون أن يلحق ضررًا أو أذى بأي منهما؛ فقد أباح الشرع أن يرى كل منهما الآخر وفق ضوابط تصون سمعة الفتاة ومكانتها وتسمح للخاطب أن يقدم على الزواج وهو على بينة من أمره.
وهو بذلك يكون وسطًا بين طرفي نقيض، فلا تتعطل السنة ولا تُتَعدى إلى ما حرم الله تعالى.
أخي القارئ، أختي القارئة:
عدل سابقا من قبل تلالالالا في الجمعة نوفمبر 21, 2008 8:00 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الجمعة نوفمبر 21, 2008 8:00 pm | |
| يسأل سائل وماذا بعد الخطبة؟
إذا تمت الرؤية الشرعية وحدث التوافق النفسي والارتياح بين الطرفين وصلوا صلاة الاستخارة، واطمأن كل طرف إلى الآخر بعد السؤال والبحث والاتفاق على الإجراءات اللازمة لإتمام مشروع الزواج، فإنه بعد ذلك تتم الخطبة بحفلة يجتمع فيها أهل الشاب وأهل الفتاة.
والخطبة هي أولى خطوات الزواج، وهي ليست إلا وعدًا بالزواج؛ فإذا تمت الخطبة فليس للخاطب شيء حتى يتم العقد فهو كالأجنبي عن المرأة تمامًا، لا يرى منها شيئًا، ولا يجالسها إلا في وجود محرم للفتاة، ولا يخرج معها ولا يخلو بها.
يقول الأستاذ حسين محمد يوسف في كتاب "اختيار الزوجين في الإسلام":
(إن قبول الخطبة لا معنى له أكثر من أنه اتفاق أو مواعدة بين الطرفين على إتمام عقد الزواج، متى توفرت أسبابه وتيسرت ظروفه، وتحققت شروطه، والمفروض شرعًا أن الاتفاق ملزم للطرفين وأن المواعدة واجبةُ الوفاء، بل إنها بالنسبة لأهل التقوى كل شيء.
ولا يقلل من قيمتها افتقادها للشكل القانوني، ولكن الاحتياط في هذا الزمان أوجب وألزم، فقد تغيرت المقاييس، وتبدلت العادات والتقاليد، واختلط الحق بالباطل، والحابل بالنابل، وترتب على ذلك الكثير من الفتن والمآسي، وأصبح من الضروري لمن يحرص على سلامة دينه وعرضه، أن يتقي الشبهات وأن يأخذ بالعزائم).
ومن ثم فإن قبولَ الخطبة، أو إعلانَها والاحتفال بها، لا يجب أن يغير من وضع الخطيبين شيئًا، ولا يصح أن يُستَحل به ما حرمه الله، أو أن يُحرَّم به ما أحل الله، ولا يَترتب عليه للرجل أيُّ حُرمة أو سلطان، ولا تستحق به المرأة أيَّ نفقة أو إلزامٍ، لأنه ما زال بالنسبة لها أجنبيٌّ عنها وما زالت بالنسبة له أجنبيةً عنه، قد يستجد في الأمور ما يؤدي إلى فسخ الخطبة دون أن يُعتبر مخالفة قانونية أو يُترتب عليه أيةُ حقوق شرعية.
إن المرأة المسلمة يحبها الإسلام أن تكون في مأمن على دينها وشرفها وعرضها, وبعيدة عن مواضع الشبهات، ولْتعلم أن تماديها في العلاقة مع خطيبها يقلل من مكانتها عنده، ويجعله يستهين بها، ذلك إلى جانب ما هو ممكنٌ الوقوعُ فيه من المصائب التي نعايشها ونسمع عنها.
من هذه النماذج المرفوضة في الشرع والعرف: فتاة تمادت في العلاقة مع خطيبها حتى وقع بها ثم تركها بعد ذلك، ولم يكمل الزواج.
وهناك آثار اجتماعية ونفسية تلحق بالفتاة بعد مثل هذه المواقف; ومن هذه الآثار:
1- يترك الخاطب الفتاة بسمعة سيئة لها ولأهلها تلُوكُها الألسن.
2- ربما لا يتقدم أحد لخطبتها بسبب خلوتها مع غير محارمها، مما يترك أسوأ الأثر في حياتها ومسيرة مستقبلها.
3- تعاني الفتاة شعورًا حادًا بالذنب لما اقترفته من إثم، وخاصة إن لم يَفِ الشاب بوعده بالزواج.
4- قد تصاب الفتاة بالانهيار النفسي أو تعيش حالة اكتئاب، وقد تحاول الانتحار لما اقترفته في حق نفسها وحق أهلها، وفي هذا مخالفة للشرع وبعدًا عن طريق الله لأن المعصية تجلب معصية وهذا من شؤم المعاصي على العبد، فتخرج من مأزق إلى آخر ومن حفرة إلى أخرى، إلا أن ترجع إلى الطريق الصحيح.
خطر التهاون في الخلوة بالمخطوبة
جاء في كتاب فقه السنة للسيد سابق: (درج كثير من الناس على التهاون في هذا الشأن؛ فأباح لابنته أو قريبته أن تخالط خطيبها وتخلو معه دون رقابة، وتذهب معه حيث يريد من غير إشراف، وقد نتج عن ذلك أن تعرضت المرأة لضياع شرفها، وفساد عفافها، وإهدار كرامتها، ولا يتم الزواج، فتكون قد أضافت إلى ذلك فوات الزواج منها).
وعلى النقيض من ذلك، طائفة جامدة لا تسمح للخاطب أن يرى بناتها عند الخطبة وتأبى إلا أن يرضى بها، ويعقد عليها دون أن يراها أو تراه إلا ليلة الزفاف، وقد تكون رؤية مفاجئة لهما غير متوقعة فيحدث ما لم يكن مقدرًا من الشقاق والفراق.
وبعض الناس يكتفي بعرض الصورة الشمسية، وهي في الواقع لا تدل على شيء يمكن أن يُطمئِن ولا تُصَور الحقيقةَ تصويرًا دقيقًا.
وخير الأمور هو جاء به الإسلام، فإن فيه الرعاية لحق كِلا الزوجين في رؤية كل منهما الآخر، مع تجنب الخلوة حمايةً للشرف وصيانة للعرض.
الشرع يقرر
جاء في كتاب فقه السنة لسيد سابق:
(يحرم الخلوة بالمخطوبة؛ لأنها محرمة على الخاطب، حتى يعقد عليها، ولم يَرِد الشرع بغير النظر، فبقيت على التحريم، ولأنه لا يُؤمَن مع الخلوة موافقةُ ما نهى الله عنه، فإذا وُجد مَحْرم جازت الخلوة لامتناع وقوع المعصية مع حضوره).
ومن الأحاديث التي حرمت الخلوة بين الخاطب والمخطوبة ما يلي:
1- عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها؛ فإن ثالثهما الشيطان ))([1]).
2- عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ))([2]).
3- وقال صلى الله عليه وسلم: (( لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان ))([3]).
4- روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم ))، فقال رجل: يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجّة، قال: (( اذهب فاحجج مع امرأتك ))([4]).
5- وهل هناك أطهر من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (( إني لا أصافح النساء ))([5]).
وقال صلى الله عليه وسلم: (( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ))([6]).
وقال صاحب المغني: (لا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة؛ لأنها محرمة، ولأنه لا يؤمن من الخلوة مواقعة المحظور).
والسؤال الآن: كيف تسير العلاقة بين الخاطب والمخطوبة بعد الخطبة؟
1- تصحيح المفاهيم وفق تصورات حددها الشرع، وقد وقف الشرع موقفًا وسطًا بين طرفي نقيض؛ حيث أباح أن يرى كل منهما الآخر ويجلس معه ويتحدث معه مع وجود مَحْرم للفتاة، وِفق ضوابط تصون السمعة والمكانة وتسمح للخاطب أن يتقدم وهو على بينة من أمره.
وحرم الخلوة بين الخطيبين وهو بذلك يكون وسطًا بين طرفي نقيض، فلا تتعطل السنة ولا تُتعدى إلى ما حرم الله تعالى.
2- الخطبة مقدمة من مقدمات الزواج، وما هي إلا مجرد وعد بالزواج، والخاطب والمخطوبة كلاهما أجنبي عن الآخر ما دام لم يتم عقد الزواج، ففي هذه الحالة فإن الحديث معهما يكون منضبطًا بالضوابط الشرعية.
3- وضع ضوابط من قبل الأهل، وهنا يبرز الدور الهام للأهل أو الوالدين لمراقبة الأبناء وخاصة الفتيات، فيتم تحديد الوقت والمكان بحضور محرم للفتاة إذا أراد الخاطب أن يزور بيت المخطوبة بما يتفق مع ضوابط وتعاليم الإسلام.
4- تلتزم الفتاة بالزي والحجاب الشرعي الذي تخرج به خارج البيت عند زيارة الخاطب لهم.
5- اعلم أخي الشاب وأختي الفتاة أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فإن جبريل ألقى في روعي: أن أحدًا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله لا ينال فضله بمعصيته ))([7]).
وهذه حقيقة نؤكد عليها أن ما عند الله يطلب بطاعته تعالى لا بمعصيته.
6- الغيرة على محارم الله وعلى الفتيات من قبل الوالدين والأهل، فلا نتساهل مع الأبناء وخاصة الفتيات، ووضع ضوابط وحدود إلى أن يتم العقد، فعن ابن عمر مرفوعًا: (( ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث ))([8]).
----------------------
[1] صححه الألباني، غاية المرام، (180).
[2] صححه الألباني، صحيح وضعيف الجامع الصغير، (2546).
[3] رواه مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، (5806).
[4] رواه البخاري، كتاب الجهاد، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل، (3006).
[5] صححه الألباني، صحيح وضعيف الجامع الصغير، (2513).
[6] قال الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب، (1910).
[7] صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، (1700).
[8] صححه الألباني، صحيح وضعيف الجامع الصغير، (3052 | |
|
| |
صوفيا
مشرف الاسرة والطفولة
عدد الرسائل : 468 العمر : 41 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 131 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني السبت نوفمبر 22, 2008 12:40 am | |
| السلام عليكم
سلمت يداكىىىىىىىى تالالالالالالالالالا سلمت يداكى وجزاكى الله عنا كل خير
يالهوى تالا وانا الى بلعب استغماية يالهوى ههههههههههههه
منورة حبى منورة
استفدت منك كتير تالا ربنا يوعدك الجنة يارب | |
|
| |
طيف الروح
مشرف الشعر وهمس القوافي
عدد الرسائل : 1011 العمر : 34 اعلام الدول : الهواية : نقاط : 50 تاريخ التسجيل : 06/09/2008
| |
| |
ياسمين 10
مشرفة الاقسام الترفيهية
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : نقاط : 142 تاريخ التسجيل : 12/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الأحد ديسمبر 07, 2008 1:38 am | |
| موضوع رائع تسلم ايدك تلالالالالالالالالالالالالا ودام تميزك عزيزتي | |
|
| |
tito
مشرف الاغانى العربية والاجنبية
عدد الرسائل : 622 العمر : 33 اعلام الدول : الهواية : نقاط : 112 تاريخ التسجيل : 01/10/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الأحد ديسمبر 07, 2008 9:56 pm | |
| | |
|
| |
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني السبت مارس 21, 2009 12:31 am | |
| مشكوووووووووووووووورين احسن ناس | |
|
| |
بحبك
مشرف الطبخ العالمي
عدد الرسائل : 903 العمر : 37 الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 167 تاريخ التسجيل : 06/11/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الأحد مارس 22, 2009 7:46 pm | |
| | |
|
| |
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الإثنين مارس 30, 2009 8:03 pm | |
| مشكووووووووووووووووووووووووووورين | |
|
| |
ابواحمدالغالي
نائب المشرف العام
عدد الرسائل : 1499 العمر : 49 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 220 تاريخ التسجيل : 20/05/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الثلاثاء مارس 31, 2009 1:36 pm | |
| | |
|
| |
حدوتة مصرية
مشرف الاقسام العامه
عدد الرسائل : 3341 العمر : 38 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 459 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني الأربعاء مايو 20, 2009 10:59 pm | |
| | |
|
| |
| سلسلة البيت المسلم الجزء الثاني | |
|